][^°¤§][ جابر بن عبدالله أشهر رواة الحديث ][§¤°^][
هو أبو عبدالله جابر بن عبد الله بن عمرو بن حرام بن ثعلبة الخزرجي
الأنصاري ، صحابي أسلم صغيرا ، وشهد بيعة العقبة الثانية مع السبعين
أنصاريا ، وكان أصغر المبايعين سنا ، من أهل بيعة الرضوان ، وكان
آخر من شهد ليلة العقبة الثانية موتا ، وكان والده من النقباء البدريين ، استشهد
يوم أحد وأحياه الله تعالى ، وكلمه كفاحا وقد انكشف عنه قبره إذ
أجرى معاوية رضي الله عنه عينا عند قبور شهداء أحد ، فبادر جابر إلى
أبيه رضي الله عنهما بعد دهر ، فوجده طريا لم يبل .
][^°¤§][ إسلامه ][§¤°^][
مضى الركب يحث الخطى من يثرب إلى مكة تحدوه الأشواق و يدفعه
الحنين فلقد كان على موعد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم , و كان
كل من في الركب يتلهف شوقا إلى تلك اللحظة التي يسعد فيها بلقاء النبي
صلى الله عليه وسلم ووضع يده في يده ليبايعه على السمع والطاعة ،
و يعاهده على التأييد والنصر ، و كان في الركب شيخ من وجوه القوم
أردف ورائه غلامه الصغير الوحيد , و خلف في يثرب تسع بنات , إذ
لم يكن له صبي غيره ، ولقد كان الشيخ حريصا أشد الحرص على أن يشهد
غلامه الصغير البيعه ، وألا يفوته ذلك اليوم من أيام الله ، أما ذلك الشيخ
فهو عبدالله بن عمرو الخزرجي الأنصاري ، و أما غلامه فهو جابر بن
عبدالله الأنصاري رضي الله عنهما ، فأشرق الإيمان في فؤاد جابر بن
عبدالله رضي الله عنه وهو صغير غض فأضاء كل جانب من جوانبه ،
و مس الإسلام قلبه الصغير كما تمس قطرات الندى أكمام الزهر فتفتحها ,
و توثقت صلاته بالرسول صلى الله عليه وسلم منذ نعومة أظفاره .
][^°¤§][ علمه وفقهه ][§¤°^][
روى عن النبي صلى الله عليه وسلم أخبارا وأحاديث كثيرة ، وكان
من فقهاء الصحابة ، وكانت له حلقة في المسجد النبوي يؤخذ عنه العلم
فيها كما تؤخذ منه الفتاوى.
فقد تتلمذ على يدي نبي الهدى والرحمة , لما وفد صلى الله عليه وسلم
على المدينة مهاجرا فكان من أنجب من أخرجتهم المدرسة المحمدية للناس
حفظا لكتاب الله ، وفقها في دين الله ، ورواية لحديث رسول الله صلى الله
عليه وسلم ، وحسبنا أن نعلم أن مسند جابر بن عبدالله رضي الله عنه
يضم بين دفتيه ألفا و خمسمائة و أربعين حديثا ، حفظها التلميذ النجيب ,
ورواها للمسلمين عن نبيهم صلى الله عليه وسلم ، واتفق له الشيخان على
ثمانية وخمسين حديثا ، وانفرد له البخاري بستة وعشرين حديثا ، ومسلم
بمائة وستة وعشرين حديثا .
ومما رواه قوله رضي الله عنه :
( قال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الحديبية :
" أنتم اليوم خير أهل الأرض "
وكنا ألفا وأربع مائة )
وقال رضي الله عنه :
( عادني رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا لا أعقل ، فتوضأ وصب
علي من وضوئه فعقلت )